هناك سؤال فلسفي يتردد بشكل كبير بين الملحدين خاصةً وبين الماديين عامةً وهو : لماذا لا نكون قد خلقنا صدفةً ؟ او ما المانع في ان الصدفة هي من أوجدت هذا الكون ؟ في الحقيقة إن الاجابة على هذا السؤال بسيط جداً و لكن قبل الشروع في الإجابة على هذا السؤال دعونا نتأمل قليلاً في اللوحة التي في الصورة، هذه اللوحة التي تراها أمامك الآن هي للرسَّام الأمريكي المشهور جايسون بولوك رسمت سنة 1948 مـ ، وهي تقدَّر حالياً بـ140 مليون دولار ولكن بغض النظر عن قيمتها المبالغ فيها هل تعتقد بناءً على هذه اللوحة أن الشخص يعرف الرسم أم لا؟ البعض قد يجيب بنعم والبعض الآخر قد يجيب بـلا، إذاً كيف لنا نعرف ؟ ببساطة نطلب من الشخص إعادة الرسم فإن نجح في رسم لوحة مطابقة تماماً لهذه اللوحة فذلك يعني ان اللوحة لم تأتي صدفةً وأن هناك ثمةً موهبة فعلاً يمتكلها ذلك الشخص، أما إذا لم ينجح - وهو على الأغلب كذلك - فمعنى ذلك ان الرسمة قد آتت صدفة أو كما يقال " ضربة حظ " .
إذاً فحتى يكون الخالق أو الطبيعة - أو سمها ما شئت - قادرة على الخلق ، لابد للصنعة أن تكون مكررة حتى يقال عنها بأنها قادرة على الخلق ناهيك عن كونها متقنة ومعقدة.
إذاً الاجابة على السؤال أنه لا يمكن لهذا الكون أن يخلق صدفةً لسبيين أولاً لأن نسبة نجاح الصدفة هو 0.001% ثانياً إن نجحت فهي قد تنجح مرةً واحدة ويستحيل إعادة تكرار العملية حيث ان لابد للصنعة المتقنة أن تكون "
مكررة
" حتى
تكون ناتجة عن مصمم ولابد
لها ايضاً ان تكون معقدة ومركبة لكي تدل
على علم الصانع .
يقول أحد السلف : وجود
الصنعة دالٌ على قدرة الصانع و اتقان
الصنعة دال على علم الصانع .
انتهى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق