يتهم
بعض المستشرقين محمداً بأنه من طراز
جنكيزخان بحيث أنه كان قائداً بدوياً وجه أمته نحو الغنيمة
والغلبة ولذلك شرَّع لأتباعه شرعة الحرب
والقتال بخلاف ما فعله المسيح من قبله .
فنقول ، لقد نسي
هؤلاء أن محمداً ﷺ سار سيرة المسيح في بدأ
دعوته حيث أخذ يدعو إلى ربه بالطريقة
السلمية ويحض أتباعه على العفو والصبر
ومقابلة السيئة بالحسنة وبقي على ذلك مدةٌ طويلة تناهز ثلاثة عشر عاماً وكانت نتيجة
ذلك أن قريشاً إجتمعت على قتله وكادت تنجح
في ذلك لو لم يهيء الله له خيط العنكبوت
وبيض الحمام كما هو معروفٌ في أثناء هجرته ولو أن قريشاً
نحجت في قتله آنذاك لذهب محمد ﷺ في التاريخ
كما ذهب اخوه المسيح من قبل.
ولم
يكد يصل محمد إلى المدينة سالماً بعد
الحادثة حتى بدأ يغير خطته تجاه قريش فقد أدرك بعد التجارب المرة التي مرت عليه في
مكة أن قريشاً لا ترضخ لدعوته إلا إذا أخضعها
بحد السيف وأدرك كذلك أن العرب لا يدخلون
في الإسلام إلا إذا إنتصر على قريش وكان
العرب يقولون دعو محمد يقاتل قومه فإن
نجح فهو نبي حقاً.
إذاً نستنتج
من هذا أن محمداً ﷺ لم يتبع طريق الحرب حباً
بالحرب والغلبة كما زعم المستشرقون من أعداء الاسلام وانما لجأ هو إلى الحرب إضطراراً ولولا ذلك لما قامت للإسلام قائمة
في جزيرة العرب
والواقع أن الحروب المحمدية لم تكن سوى مظهر من
مظاهر الثورة الاجتماعية التي قام بها ،
والثوار في جميع الازمان يتبعون في بدء
دعوتهم طريق السلم فإذا إجتمع لديهم من
الأنصار عدداً كافياً عبأؤهم تعبئة القتال
وأخذوا يشنون على خصومهم حرباً شعواء قد
تقضي على ما كان لهم من مكانة اجتماعية
وترف باذخ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق